تنبيهات على كتاب : (( دورة كيف تجذب لموضوعك آلاف الزوار ؟! ))

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .

من جملة ما ذكر في الكتاب جاء ذكر الإخلاص والتوكل والاستخارة والدعاء . فمثلا بعد الحديث عن التوكل ، جاء في ص 8 :

االآن .. أخي الحبيب
لنقف وقفة مع أنفسنا
قبل أن تكتب رسالتك ... هل أخلصت نيتك إلى الله ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل إستحضرت نية طيبة لرسالتك ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل استخرت الله ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل سألت الله التوفيق و السداد ؟!!

إن لم تكن فعلت .. فافعل ، و إن لم تفعل .. فاعلم أنك قد فقدت أهم شرط على الإطلاق في قبول رسالتك و التفاعل معها !!!
انــظــر .. حــال مــن ســبــــق
عِــــبـــــرة

من منا لا يعرف كتاب ( رياض الصالحين ) للإمام ( النووي ) .. أتعرفه !!! إذن شاركني في قراءة هذه الفـــقــرة :
لماذا نجد هذا الكتاب في كل بيت .. كل مسجد .. كل مكتبة .. كل مكان ؟!!!
أجابنا عن هذا شيخنا الفاضل محمد حسين يعقوب : لربما كان إخلاص الإمام النووي في هذا الكتاب هو السبب الرئيسي الذي أدى به إلى هذا الإنتشار فلم نكد نرى بيتاً و لا مسجداً إلا و فيه هذا الكتاب يدرس منه أو يقرأ منه ( معنى كلام الشيخ في أحد كتبه القيمة) .

[color:a2b9="rgb(255, 0, 255)"]ثالثا : ملحوظات على النقولات
1) ما جاء من أثر الإخلاص والتوكل والاستخارة في جذب آلاف القراء فيه نظر ، فهذه الأمور لها علاقة بالأثر على القارئ – أي قد ينتفع بها القارئ بسبب إخلاص وتوكل واستخارة الكاتب - وليس بكثرة أو قلة القراء ، فالكثرة والقلة لها علاقة بأخذ الأسباب ، ونوعية القارئ والموضوع وأهميته عند القارئ . فكم من كتب وكتابات لقت قبولا وشهرة وهي باهتة تافهة .
ولقد ذكر لنا النبي أن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرجل , والنبي يأتي ومعه الرجلان , والنبي يأتي وليس معه أحد.فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .

2) إذا كان الكاتب قد أخلص وتوكل واستخار ، وأخذ بالأسباب المادية ، ثم لم يقع الموعود ، فحينها بلزم أن يكون الخلل في أحد الأمور :
- البحث الذي أشرف عليه فريق علمي .
- إخلاصه وتوكله واستخارته .
- عدم الأخذ بالأسباب المادية .
ووفقا لما جاء في الكتاب والمعطيات يكون الخلل لزاما في الاحتمال الأول .


3) ثم كيف يقال له : (( لا تيأس .. فلقد نلت الأجر !! )) وقد امتحن الكتاب إخلاصه وتوكله واستخارته ففشل ، بل الواجب أن يقال له : (( تب إلى الله فلقد نلت الوزر )) . وذلك لتخلف الموعود ، فمضمون الكتاب أنك إذا حققت ما فيه ؛ نلت ما وعد به . فمكانة وأهمية الإخلاص والتوكل والاستخارة معلومة ، ولمزيد من الفائدة في أهمية الاستخارة ينظر الرابط .
http://www.islamselect.net/mat/100774


4) الاستدلال بكلام فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب : (( لربما كان إخلاص الإمام النووي في هذا الكتاب هو السبب الرئيسي الذي أدى به إلى هذا الإنتشار فلم نكد نرى بيتاً و لا مسجداً إلا و فيه هذا الكتاب يدرس منه أو يقرأ منه )) . في غير محله ، وذلك :

أ) فضيلة الشيخ يقول : (( لربما )) بينما الكتاب جزم بل جعله شرطا .
ب) كلام فضيلة الشيخ يؤكد ما سبق ذكره – عن نوعية القارئ والموضوع وأهميته عند القارئ - فانتشاره في البيوت والمساجد يعود إلى عدة أسباب أهمها صغر حجمه ويصلح للخاصة والعامة ونوعية القارئ ، وامتلاك الكتب أيسر من امتلاك الحواسيب والنت .

ج) إذا كان وجود كتب العلماء في البيوت والمساجد معيارا لإخلاصهم ، للزم الطعن في إخلاص أكثر العلماء الذين لاتوجد كتبهم في البيوت والمساجد كالتفاسير ومتون الحديث والفقه وغيرها .

4) الأصل في البحوث العلمية أن تبنى على التحقيق والتدقيق والموضوعية والحقيقة وغيرها من الأمور المعروفة لكل باحث ، وكلمة : (كيف ) تدل على خطوات علمية وعملية يتم من خلالها إتقان العمل وحصول المقصود . مثال كاتي يريد أن يكتب مقالة أو كتابا بعنوان : (( كيف تتقن الصلاة ؟ )) ، فحينها يلزمه أن يذكر كل ما يتعلق من خطوات علمية وعملية تكسب القارئ إتقان الصلاة ، الله المستعان .

وأسأل المولى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علمنا . اللهم آمين .
هذا ما يسر الله إذ استخرته ، والخير ما يسره الله ، والحمد لله الذي بنعته تتم الصالحات .