المصمم الصعيدى
عدد المساهمات : 551 تاريخ التسجيل : 18/08/2013
| موضوع: مَاذَا تَعْرِفُ عَنْ قَصِيدَةِ” البُرْدَةِ" الّتي تُقرأ في الموالد ؟-أبو جابر الأحد أغسطس 18, 2013 3:07 am | |
| الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واتّبع هُداه، أمّا بعد: فإنّ قصيدة الشّاعر "البوصيري" مشهورة بين النّاس، لا سيّما بين الصّوفيّين. وإنّهم هذه الأيّام، مع حملتهم الّتي يشنّونها وسط العوامّ، وجدوا وسيلة ما أسهلها وما أيسرها لنشر هذه القصيدة، وهي موضة الأناشيد!فتحْتَ هذا الغطاء أصبحت تُذاع على كثير من القنوات، بل وفي كثير من إذاعات القرآن ! ولا يزال بنو قومي في كثير من بقاع بلدي – حرسه الله من كلّ سوء –يشيّعون بها الميّت إلى المقبرةيتلونها عليه !وكيف ألومهم ومشايخهم علمّوهم منذ نشأتهم: أنّه ما قرِئت البردة في بيت فاحترق، ولا في مركب فغرق؟! ولو تدبّرنا معناها لرأينا فيها مخالفات عظيمة للقرآن الكريم، وسنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، مع أنّ الشّاعر ما نظمها إلاّ لمدحه ! فبين يديك – أخي القارئ – بيانٌ لما حوته هذه القصيدة، من مخالفات للتّوحيد والعقيدة، ندع المجال لبيانها، وكشف ضلالاتها للشّيخ الجليل محمّد بن جميل زينورحمه الله، نقلاً – بتصرّف – من كتابه النّافع " معلومات مهمّة عن الدّين ". فيقول البوصيري في قصيدته: 1- ( يَا أَكرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ* * * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العِمَمِ) فيستغيث الشّاعر – عفا الله عنه – بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشّدائد العامّة إلاّ أنت !وهذا من الشّرك الأكبر – عياذا بالله –، لقوله تعالى:{لاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَـعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس:106] أي المشركين لأنّ:{الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُومِنْ دُونِ اللهِ نِدّاً دَخَلَ النَّارَ)) [رواه البخاري]. 2- ( فَإِنّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا* * * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ) وهذا تكذيبٌ للقرآن الّذي يقول الله فيه:{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى}، فالدّنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّموخلقه. والرّسول صلّى الله عليه وسلّملا يعلم ما في اللّوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلاّ الله وحده. فهذا إطراء ومبالغة في مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّمحتّى جعل الدّنيا والآخرة من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه يعلم الغيب الّذي في اللّوح المحفوظ، بلجعل ما في اللّوح بعضٌ من علمه ! وقد نهانا الرّسول صلّى الله عليه وسلّمعن الإطراء فقال: ((لاَ تَطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِوَرَسُولُهُ)) [رواه البخاري]. وفي صحيح البخاري أيضا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّمسمع جواريَ يضربن بالدفِّ يندُبْنَ من قُتِل من آبائهن يوم بدر، حتَّى قالت جارية: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ)!فقال النبيّ : (( لاَ تَقُولِي هَكَذَا! وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ)). 3- (مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً وَاسْتَجَرْتُ بِهِ* * * إِلاَّ وَنِلْتُ جِوَاراً مِنْهُ لَمْ يُضَمِ) يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشّفاء، أو تفريج الهمّ، إلاّ شفاني وفرَّج همّي! والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السّلامقولَه عن الله عزّ وجلّ:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء80]. والله تعالىيقول:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام 17]، والرّسول صلّى الله عليه وسلّميقول: (( إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِاللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ)) [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح]. 4- (فَإِنَّ لِي مِنْهُ ذِمَّـةً بِتَسمِيَتِي* * * مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ) يقول الشّاعر: إنّ لي عهداً عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّمأن يدخلني الجنّة، لأنّ اسمي محمّد، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أنّ كثيراً من الفاسقين والشّيوعيين اسمه محمّد، فهل التّسمية بمحمّد مُبرّر لدخولهم الجنّة ؟ والرّسول صلّى الله عليه وسلّمقال لابنته فاطمة رضي الله عنها: (( سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً)). 5- ( لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِِّـي حِينَ يَقْسِمُهَا* * * تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي القَسَمِ) وهذا غير صحيح، فلو كانت الرّحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشّاعر، لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي، حتّى يأخذ من الرّحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل؛ ولأنّه مخالف لقول الله تعالى:{إِنَّرَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]، والله تعالىيقول:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156]. 6- ( وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةٌ مَنْ* * * لَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ) الشّاعر يقول: لولا محمّد صلّى الله عليه وسلّمما خُلِقَت الدّنيا !والله يُكَذّبه ويقول:{وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}. وحتّى محمّد صلّى الله عليه وسلّمخُلق للعبادة، وللدّعوة إليها، يقول الله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر:99]. 7- ( أَقْسَمْتُ بِالقَمَرِ المُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ * * * مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ) الشّاعر يُقسم ويحلف بالقمر، والرّسول صلّى الله عليه وسلّميقول: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)) [رواه أحمد]. 8- ( لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَماَ* * * أَحْيَا اسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ) ومعناه: لو ناسبتْ معجزاتُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّمقدرَه في العِظَم، لكان الميْت الّذي أصبح بالياً حيّا، وينهض بذكر اسمِ الرّسول صلّىالله عليه وسلّم! وبما أنّه لم يَحْدُث هذا فالله لم يُعطِ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّمحقّه من المعجزات ! فكأنّه اعتراضٌعلى الله حيث لم يعطِ رسولَ الله !.. وهذا كذب وافتراءٌ على الله !فاللهتعالىأعطى كلّ نبيٍّ المعجزاتِ المناسبة له، فمثلاً: أعطى عيسى عليه السّلاممعجزةَ إبراءِ الأعمى والأبرص وإحياء الموتى، وأعطى سيّدنا محمدا صلّى الله عليه وسلّممعجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطّعام، وانشِقاق القمر وغيرها. ومن العجيب أنّ بعض النّاس يقولون: إنّ هذه القصيدة تسمّى بالبردةوبالبُرأة، لأنّ صاحبها – كما يزعمون – مرض فرأى الرّسول صلّىالله عليه وسلّم، فأعطاه جبّته، فلبِسها، فبرئ من مرضه ! وهذا كذب وافتراء ليرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرّسول صلّى الله عليه وسلّمبهذا الكلام المخالف للقرآن!ولهديهصلّىالله عليه وسلّم!وفيه شرك صريح؟! فاحذر– يا أخي المسلم – من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والعجيبأنّ في بعض بلاد المسلمين من يُشَيِّع بها موتاهم إلى القبور ! فيضمّون إلى هذه الضّلالات بدعةً أخرى، حيث أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّمبالصّمت عند تشييع الجنائز، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. | |
|